تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

حياة محمد  .. بعيون الغرب !

اسمحوا لى ان اصحبكم فى رحلة داخل كتاب  " محمد "  صلى الله عليه وسلم  .. للكاتبة البريطانية كارين ارمسترونج .. الصادر في عام ١٩٩٢ .. ترجمة د. فاطمة نصر ود. محمد عنانى .

. وكارين ارمسترونج كاتبة بريطانية تعمل فى مجال البحث فى تاريخ الأديان  .. وقد اتخذت من كتاب سلمان رشدى " آيات شيطانية " .. منطلقا لكتابها عن محمد  .. وهو دراسة عن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم  .. وتعمدت الكاتبة توجيه كتابها بصفة رئيسية للقارئ الغربى .. تكشف ان الإله الذى دعا اليه محمد صلى الله عليه وسلم  .. هو الإله الذى عبده ابراهيم ودعا اليه موسى وعيسى .. الإله الواحد .. وتوضح الكاتبة ان الوحى بالنسبة لمحمد كان تجسيدا لكلمة الله  .. مثلما كان حمل مريم العذراء تلقيا لنفس الكلمة فى صورة بشرية التى تجسدت فيها كلمة الله  ..

وتتحدث الكاتبة عن تأثير القرآن فى اسلام الكثيرين ممن كانت قلوبهم مغلقة من اهل مكة .. مثل عمر بن الخطاب  .. ثم توضح خاصية القرآن الروحانية والجمالية الفريدة والمتفردة على كل من يقرأه  ..

تقول كارين ارمسترونج  : ان قريش قررت أن تسلك مسلكا جديدا  .. فارسلت عتبة بن ربيعة للتفاوض مع محمد ( صلى الله عليه وسلم  ) .. وهنا عرضوا عليه المال والسلطة .. مقابل التخلى عن دعوته .. وانتظر محمد صلى الله عليه وسلم حتى انتهى عتبة من عرضه .. وقال : والآن فلتنصت الى .. وجلس عتبة ويداه خلفه يتكئ عليها وهو ينصت باهتمام .. بينما محمد يرتل سورة فصلت التى تصف الحواجز التى يقيمها اهل قريش فى قلوبهم حتى لا تخترق الرسالة السماوية ارواحهم .. فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون .. (وقالوا قلوبنا فى اكنة مما تدعونا اليه وفى أذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل فإنا عاملون)  .. ( فصلت : ٣ ، ٤ ) ..
وتقول الكاتبة  : كثيرا ما يحدثنا القرآن عن الحجب التى تجعل القلوب المتحجرة محصنة ضد قوة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم الملحة .. ولم يكن عتبة بعد مستعدا ان يتنازل عن تحفظاته .. ولم يلحق بمحمد صلى الله عليه وسلم  .. حينما سجد بعد ان انتهى من التلاوة .. ووجد عتبة انه من الصعب جدا ان يصف ما حدث له حينما انصت الى بهاء الكلمات القرآنية  .. فقد كان بوسعه فقط ان يقرر مالا تماثله تلك الكلمات  .. انها لمختلفة عن اى ايحاء آخر عرفه العرب من قبل .. فلم تكن مثل الشعراء او تلاوات السحرة أو ايحاءات الكهنة المبهمة  ..  من هنا لم يتهم احد من أعداء محمد بتزيفه للوحى ..  فقد وجدوا شيئا غريبا يحدث لم يجدوا له تفسيرا .. واخيرا حذر عتبة قريش قائلا : انى قد سمعت قوله ..  والله ما سمعت مثله قط .. اطيعونى واجعلوها بى .. والله ليكونن لقوله الذى سمعت منه نبأ عظيم  ..

وتضيف الكاتبة البريطانية كارين ارمسترونج  : ان القرآن يتحدى أعداء محمد ان يأتوا بمثله .. فإن سماته الفريدة ومحتواه آيات تمكن البشر من الالتقاء بالخالق .. وقد رأينا مركزية القرآن فى روحانيات المسلمين .. تماما مثل مركزية عيسى .. كلمة الله بالنسبة للمسيحين .. وتحكى الكاتبة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. وكيف اسلم عمر بن الخطاب .. وكيف رفض تأدية الصلاة فى السر .. وسجد امام الكعبة فى حضور الجميع .. ولم يحتمل ابو جهل وابو سفيان مشاهدته .. لكن لم يكن فى ايديهم ما يفعلونه .. لأن عمر كانت تحميه عشيرته عدى .. وهنا فرضت قريش حصارا على محمد وصحبه  .. بمقاطعة كاملة : حظر التزاوج والاتجار .. اى لا يبيع لهم احد الطعام  .. وبالرغم من هذا الحصار الذى استمر حوالى ٢٤ شهرا .. كان المسلمون من امثال ابو بكر وعمر .. يرسلون الطعام والامدادات بانتظام سرا الى محمد وصحبه .. وكان هشام بن عمرو يرسل بعيرا محملا بالامدادات ليلا لهم .. وكانت إمرأة أبى لهب مغرمة بقذف النبى بالاشعار المهينة عند مروره .. وفى احدى المرات ألقت بحمل من الحطب الشائك فى طريقه .. وكما تقول الكاتبة ربما كانت تلك مناسبة تنزيل سورة المسد  : ( تبت يدا ابى لهب وتب .. ما اغنى عنه ماله وما كسب .. سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب  .. فى جيدها حبل من مسد  ).. وتصف الكاتبة انهاء هذه القطيعة .. بقيام اربعة بالتخطيط لإنهاء المقاطعة وهم : مطعم بن عدى _ وابو البخترى بن هشام _ وزمعة بن الاسود _ وزهير بن أبى اميه .. وارتدى زهير عباءة بيضاء طويلة وأدى الطواف بوقار حول الكعبة  .. ثم وقف امام الناس قائلا : أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع منهم .. وذهب مطعم بن عدى نحو الكعبة يبحث عن الصحيفة التى وقعتها قبائل قريش لفرض المقاطعة وعلقتها على الكعبة  .. المفاجأة ان الارضة اكلتها بالكامل عدا كلمة : بإسمك اللهم .. هنا انتاب القوم خشوع عميق .. وتم العدول عن المقاطعة .. تقول الكاتبة آن مرجعيتها كانت كتب السيرة التى تميزت بتقصى الحقائق .. هذا الكتاب راجعه الأزهر الشريف .. اقول : ما أعظم سيرتك يا رسول الحق عليك الصلاة والسلام  .. فأنت القائل : ما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق  .. صلوا وسلموا على من يقول يوم الفزع الأكبر  : امتى  .. امتى  .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية